قصة جميلة قرأتها في مقدمة أحد الكتب المترجمة ,, يذكر فيها الكاتب أنه فكر في ممارسة لعبة التايكوندو وبالفعل سجل في أحد الأندية , وبدأ بممارسة اللعبة والتي يلعبها لأول مره في حياته وفي الأيام الأولى له في التدريب لاحظ تقارب مستويات المتدربين في صالة التدريب , وأنه هو وزملائه بحاجة لتكرار المحاولات لأجل التطبيق بطريقة صحيحة وأنه من الطبيعي أن تخطئ عشرات المرات حتى تتقن أي مهارة ’ واتضح لديه أن كل من في الصالة مثله بحاجة لوقت أطول وجهد أكبر لاكتساب الكثير من المهارات الجديدة والأساسية في تعلم فنون اللعبة ..
إلا أنه لاحظ أمر آثار دهشته واستغرابه وهو أن أحد المتدربين يختلف كثيراً عن الآخرين فهو يتدرب بشكل أسرع ويطبق المهارات والتمارين بطريقة صحيحة من أول مرة ,, وهو اكثرهم حماسًا وانضباطا وتفانيًا ويتميز عن الآخرين بسرعة اكتسابه للمهارة وإتقانه لها ..
وفي نهاية حصة تدريبية استوقف الكاتب المتدرب المثير للغرابة وسأله عن سر تميزه واختلافه عن البقية !!!
فأجابه المتدرب بأنه أصلا لديه الحزام الأسود و… !!! قاطعه الكاتب قبل أن يكمل حديثه مستغرباً !! (لديك الحزام الأسود وتتدرب في حصص خاصة بالمبتدئين حاملي الحزام الأبيض ؟؟؟ ) , رد عليه المتدرب : ( نعم ,, أنا هنا لكي اتعلم من جديد ولرغبتي في استرجاع معلوماتي السابقة حول اللعبة , وإتقان ما تعلمته بشكل أفضل وبالتأكيد سأتعلم الكثير مما فات علي سابقاَ ) … , الشيئ الأكثر غرابة هو أن المتدرب لم يكن يرتدي حزامه الأسود !!!! مما دعا الكاتب أن يساله عن السبب في ذلك ؟؟؟؟
فأجابه المتدرب : ( انني قبل دخولي لصالة التدريب أقوم بخلع حزامي الأسود واتركه معلقًا خارج الصالة , لأنني لو حضرت مرتديًا الحزام سيكون لدي اعتقاد بأني اعرف كل شيء ولن اتعلم أي جديد , أيضا عندما ينظر لي المدرب وأنا أحمل الحزام الأسود ينظر إلي بأني لست بحاجة لمساعدته , لذلك من الواجب علي أن اظهر احترامي لمدربي ورغبتي في أن يساعدني في تعلم كل شيء جئت لمعرفته )
كثير من الأفكار والمعارف ربما هي ليست جديدة عليك , قد تكون سمعتها مرات ومرات ومرات …
لكن … هل أنت الآن كما أنت في السابق ؟
أفكارك .. معتقداتك .. قيمك .. خبراتك .. تجاربك .. اهتماماتك
هي حتمًا ليست كما هي بل تتغير وتتبدل من حين لآخر …
قبل قراءتك لكتاب أو سماعك لإصدار صوتي أو مشاهدتك لفيلم تدريبي أو برنامج نافع أو حضورك لدورة تدريبية ..
تذكر بأن تضع حزامك الأسود في الخارج …
ضع كل معارفك وخبراتك جانبًا…
ستجد أنك ترى الأمور من منظار وبرؤية مختلفة وستسمع الكثير مما سمعته من قبل وكأنك تسمعه لأول مره ..
انه لشعور مختلف أن تكون متعلمًا في كل يوم من حياتك وأن تتعلم من كل موقف ومن كل شخص تقابله …
جرب دائمًا أن تضع حزامك الأسود خارجًا …
للمعرفة فقط …
” اكبر عدو للمعرفة هي المعرفة “
إذا كنت تعتقد أنك تعرف كل شيء فتأكد أنك لا تعرف شيء ..
عبدالرحمن العبدالوهاب
مدرب ومهتم بالتنمية البشرية